"بلا ذراعين" وينشئ مشروعاً في تصليح الكمبيوتر والتسويق الالكتروني!
نماذج رائعة من العمل الخاص
"بلا ذراعين" وينشئ مشروعاً في
تصليح الكمبيوتر والتسويق الالكتروني!
بدأت رحلة معاناته حينما اكتشفوا ضمور ذراعي طفلها,
وأخذت أسرته في البحث عن طرق مختلفة لعلاجه, ولكن حال الطفل كان ينتقل من سيء إلى
أسوأ, حتى فقد رجب التحكم في حركة ذراعيه نهائياً, فجر ذلك في منزله مشكلة أخرى
تتعلق بالخوف على مستقبله, وكان توجههم لإلحاقه بكتاب القرية أمراً طبيعياً, حتى
يتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم, ويتأهل في النهاية شيخاً في القرية,
ولكن تلك الأمنية فشلت أيضاً بسبب رحلة العلاج والشهور التي كان يقضيها بداخل المستشفى.
بدون علم من والديه اتجه رجب إلى تدريب قدميه على طريقة التحكم
الدقيق بالأدوات الصغيرة المستخدمة في فك الأجهزة الالكترونية لمدة شهور طويلة حتى
أمكنه في النهاية الإمساك بها بشكل طبيعي باستخدام القدمين, ونجح في العمل بمجال
إصلاح أجهزة التلفزيون, وذاع صيته في القرية, ولكن بعد فترة اكتشف أنّه في حاجة
لمن يساعده في حمل تلك الأجهزة الثقيلة, فقرر الاتجاه لعمل جديد لذا لجأ إلى مهنة
والده (ساعاتي) والمتخصص في إصلاح الساعات القديمة المتهالكة لأهل القرية, وأراد
أن يطور نفسه, ويرتقي للعمل في أنواع الساعات الالكترونية.
وقتها كان عمره لم يتعد خمسة عشر عاماً, فاتجه إلى
الاعتماد على ذاته في التدريب عبر فك إحدى الساعات القديمة الموجودة داخل منزله
وقابلته صعوبات جمة في انتزاع وفك الغطاء الخلفي للساعة عن طريق قدميه, ولكنّ
عزيمته ظلت تدفعه إلى التدرب على ذلك حتى أتقن فك مكوناتها الدقيقة وإصلاحها.
نجاحه دفعه للتقدم إلى موسوعة (جينيس) للأرقام القياسية في العالم, وبعد اختبارات
عديدة جاءت المفاجأة الكبرى باختياره ليكون أول ساعاتي معاق في العالم. ولكن بعد
أن تزوج وأنجب طفلين, ولم يعد عمله في تصليح الساعات داخل قريته مورداً يتكفل بدفع
مصاريف بيته وتربية أولاده.
من الساعات للكمبيوتر
رفض تقبل المساعدة بدافع الشفقة من الآخرين, وبدأ البحث
عن مجال جديد للعمل يرفع به موارده المالية, وحينما سمع عن تجميع وصيانة أجهزة
الكمبيوتر راح يتدرب على تعلمها, وقام بشراء كمبيوتر بالتقسيط وتعرف على بعض
الأشخاص الذين يمتلكون مركزاً لتجميع أجهزة الكمبيوتر لصالح مشروع حاسب لكل بيت
التابع لوزارة الاتصالات. وبدأ يتدرب لديهم على مكونات الحاسب وطرق صيانته, وافتتح
مشروعاً صغيراً في شارع فيصل خاص بصيانة الكمبيوتر, وبعد سماعه عن الفوائد التي
يمكن أن يجنيها من خلال التسويق الالكتروني, دفعه الطموح إلى تعلم القراءة
والكتابة, والتعرف على الحروف الأجنبية المتواجدة على لوحة مفاتيح الأجهزة, ومن
ثمّ الارتقاء إلى مرحلة التعامل مع أنظمة التشغيل المعربة حتى تمكن في النهاية من
العمل على جهاز الكمبيوتر عن طريق قدميه بصورة جيدة, وبمساعدة من أصدقائه تمكن من
تصميم وبناء موقع الكتروني خاص, يتيح له عرض مواهبه المختلفة وتسويق الساعات
القديمة ذات الأسعار المرتفعة.
لم تتوقف إرادة رجب عند ذلك ولكنه قام بابتكار دوائر
الكترونية للإنذار والرقابة, وأخيراً قام بتعديلات ميكانيكية على السيارات.
السؤال الآن... هل وصلت رسالة رجب إلى كل شباب مصر العفي القوي بيديه وسائر
أعضاء جسده "أنتم قادرون إذا شئتم على مواجهة سوق البطالة بالابتكار
والاختراع والإرادة والاعتماد على النفس والإبداع".
المصدر: مجلة لغة العصر – العدد 143 نوفمبر 2102
0 التعليقات